أهداف المادة في ظل المقاربة بالكفاءات _ ليست التربية البدنية و الرياضية غاية في حدّ ذاتها، المراد بها التحسين في اللياقة البدنية
بواسطة التدريب الرياضي، الذي يعتمد على التقوية العضلية من جهة والمهارات الفنية وخطط و أنظمة الألعاب التي تكسب النتيجة الرياضية من جهة أخرى بل هي وسيلة تربوية، غايتها إعداد الفرد لمواجهة ما يحول به من متغيرات وتقلبات في الحياة.
*معنى المقاربة بالكفاءات
هي مقاربة أساسها أهداف معلن عنها في صيغة كفاءات يتم اكتسابها باعتماد محتويات منطلقها الأنطشة كدعامة ثقافية و كذا مكتسبات المراحل النعلمية السابقة. والمنهج ( طرق التوصل والعمل ) الذي يركز على التلميذ كمحور أساسي في عملية التعلّم.
تتحول هذه المكتسبات إلى قدرات و معارف و مهارات تؤهل التلميذ للاستعداد لمواجهة تعلمات جديدة ضمن سياق يخدم ما هو منتظر منه في نهاية مرحلة تعلم معينة ، أين يكون النشاط البدني و الرياضي دعامة لها
( كفاءة مادوية : تكوين خاص ) . كما يتضمن التعلم عملية شاملة تقتضي إدماج معلومات علمية و أخرى عملية تساعده على التعّرف أكثر على كيفيات حلّ المشاكل المواجهة.
( كفاءة عرضية: تكوين شامل).
يعتبر هذا النهج التربوي حديثا ،إذا ما قورن بالتعليم التقليدي الذي يعتمد على محتويات مفادها التلقين والحفظ .
فمسعى هذه المقاربة إذن هو توحيد رؤية تعليم / التعلم من حيث تحقيق أهداف مصاغة على شكل
كفاءات قوامها المحتويات . وتستلزم تحديد الموارد المعرفية و المهارية و السلوكية لتحقيق الملمح المنتظر( الكفاءة ) في نهاية مرحلة تعلم ما .
*مبادئ المقاربة
1- تعتبر التربية عملية تسهّل النمو . و تسمح بالتواصل والتكيف و الاهتمام بالعمل .
2- تعتبر المدرسة امتدادا للمجتمع ، و لا يليق الفصل بينهما.
3- تعتبر التربية عنصرا فعالا في اكتساب المعرفة.
4- تعتبر التربية عملية توافق بين إنشغالات التلميذ وتطلّعاته لبناء مجتمعه.
5- تعتبر التعلم عنصرا يتضمن حصيلة المعارف و السلوكات و المهارات التي تؤهله لـ :
أ. القدرة على التعرف .........................( المجال المعرفي ).
ب. القدرة على التصرف ...................(المجال النفسي حركي ).
ت. القدرة على التكيف .........................( المجال الوجداني ).
6- تعتبر التلميذ ، المحرك الأساسي لعملية التعلم .
هذا ما يستدعي :
أ. المعارف..............… فطرية موهوبة أو مكتسبة عن طريق تعلم..
ب. القدرات................. عقلية ، حركية أو نفسية.
ت. المهارات................ قدرات ناضجة مقاسها: الدقة ، الفعالية والتوازن
7- تعتبر الكفاءة قدرة إنجازيه تتسم بالتعقيد عبر سيرورة عملية التعلم ، قابلة للقياس و الملاحظة
عبر مؤشراتها.
8- تعتبر مبدإ التكامل و الشمولية كوسيلة لتحقيق الملمح العام للمتعلم.
*مبادئ التكامل
لضمان أكثر فعالية و نجاح من حيث تربية التلميذ في شموليته ، يعمل الأستاذ على خلق علاقات بين مختلف
المواد التعليمية . مما يمكّن التلميذ من إدراك نقاط التقارب بينها ، و قدرة تحليل حقائق العالم الذي يعيش فيه.
يجري هذا التكامل حول الأبعاد التالية :
- التربية الاستهلاكية.
- التربية التنموية.
- التربية البيئية.
- التربية الإعلامية.
- التربية الصحية ، الوقائية والأمن والحياة.
كل هذه المجالات الحيوية تناسب المفاهيم التي تحددها المعارف الضرورية لدعم التفكير والتعلّم بإدماج كل العناصر المحيطة بالتلميذ ، والتي تصبح من إنشغالاته واهتماماته الأولية في المدرسة.
دراسة هذه المجالات تهم جميع المواد التعليمية ، حيث تمكّن التلميذ من التعرف على المشاكل التي يعرفها العالم
المعاصر، كما يستطيع تنمية فكرة المسؤولية اتجاه ذاته و كذا اتجاه الآخرين.
وهذه ليست موادا في حد ذاتها، بل تصبح عناصر تدمج في جميع مواد التدريس ، لتعطي للتلميذ فرصة
الإحساس بصحة المعرفة حيث تتأتى :
- عن طريق المعلومات التي تحتويها و توفرها للتلميذ ، لتزويده بما يجب معرفته في المدرسة
من علوم و تكنولوجيا و ما إلى ذلك.
- عن طريق التفكير و فرص توظيف مكتسباته العلمية و الإبداعية في ميدان التعلم.
- عن طريق الفعل المناسب الذي تقترحه هذه المواد خلال عمليات التعلم المختلفة.
- عن طريق المساهمة في التربية العامة بواسطة التفكير الإيجابي.
إن دراسة هذه المجالات تعتمد على قوة المعارف التي توفّرها ، بفضل المعارف التي يقدّمها
أستاذ مادة التربية البدنية و الرياضية و استغلالها لدعم المحتويات التي يقترحها على التلميذ في إطار
التكامل بين المواد التعليمية ، ويتأتّى هذا بـ:
- وضع إستراتيجية ذات جسور تربط مادته بالمواد الأخرى بتبجيل نقاط التقارب بينها.
- تنسيق محتويات نشاطاته، لأفعال تسمح بها المواد المناسبة لها، ردا على إنشغالات
التلميذ (اللغات ـ العلوم ـ الفيزياء ـ الرياضيات ـ إلخ..).
- دفع التلميذ إلى البحث حول عناصر التقارب التي هو في حاجة لها يدركها في جميع المواد
و التي تفيده في تحقيق الربط بينها و بين النشاط الرياضي الذي هو في كنفه.
- تشاور جميع الأساتذة حول موضوع التقارب و التكامل ، خلال بناء المشروع البيداغوجي
من أجل تحقيق الملمح العام للتلميذ.
- الاعتماد على خبرات التلميذ المكتسبة في كل مادة من أجل التفعيل الإجابي للتصورات
والتصرفات المستهدفة خلال الحالات التعلمية التي تكون متجانسة مع الهدف التعلمي
ومؤشرات الكفاءة المستهدفة.
- دفع التلميذ للاستعانة بالمعارف التي أكتسبها في إطار نشاطات مادة التربية البدنية و الرياضية
واستثمارها كمعالم يحتاجها في المواد الأخرى، شعورا بروح المسؤولية وأخذ المبادرة
الإيجابية لصالحه و للصالح العام.
أهداف مادة التربية البدنية والرياضية
إسهام مادة التربية البدنية والرياضية في التنمية الشاملة للتلميذ
Prof ; mazari fatah